من اول من كسا الكعبة المشرفة
اول من كسا الكعبة ، تغيير غطاء الكعبة الذي عبرت عنه برفع الستار عنها أمر قديم ومعروف.
كانت الكعبة مغطاة في عصر الجاهلية ، ثم استمر تغطيتها في الإسلام.
هذا ليس تقديسًا للكعبة المشرفة ، فالكعبة جماد ولا تحرم ولا تؤدي طقوسًا ، بل يلبسه المسلمون إخلاصاً لله تعالى ، ويشكرونه على جعلها قبلة لهم على مواجهتها ، ووحّد بها قلوبهم.

في عصر ما قبل الإسلام ، لم يكن لغطاء الكعبة أسلوب خاص يلتزم به من يغطيه ، وروى الواقدي عن إبراهيم بن أبي ربيعة: (“كسا البيت في الجاهلية الأنطاع”).
وفي الإسلام كان الرسول الكريم أول من لبسها بملابس اليمانية ، وكذلك أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية وابن الزبير.
ومعلوم أن الملابس اليمانية مخططة باللون الأبيض والأحمر ، فقد لبسها الحجاج في زمن عبد الملك بن مروان بالديباج ، وأثناء عهد المأمون كان يكسوها ثلاث مرات في السنة ، منها الديباج الأحمر يوم التروية ، والقباطي يوم هلال رجب ، الديباج الأبيض يوم 27 رمضان. في عصر المأمون ، تم ذكر ألوان غطاء الكعبة بشكل واضح لأول مرة.
أول من غطى الكعبة الديباج الأسود كان الخليفة العباسي الناصر (ت 622 هـ) ، وكان قد غطى المنزل بزخرفة خضراء قبله ، ثم غطاه بالديباج الأسود ، ويستمر هذا إلى يومنا هذا.
إقرأ أيضاً
تعرف على الآثار التاريخية في السعودية وأهميتها

اول من كسا الكعبة
روي عن النبي الكريم أنه نهى عن سب تُبَّع ملك حمير بقوله: “لا تسبوا تبعا، فإنه كان قد أسلم”، رواه أحمد في مسنده عن سهل بن سعد.
تُبّع هو أول من غطى الكعبة بغطاء كامل – غطاها بـ “الخصف” ، مدخلا في غطاؤها حتى غطها بـ “المعافير” وهو ثوب يمني ، والملاء وهو كسوة ناعمة ورقيقة ، وصنع لها باباً ومفتاحاً ، ثم تبعه خلفاؤه من بعده فغطوه.
وقد روى كتاب السير أن إسماعيل صلى الله عليه وسلم هو أول من غطى الكعبة المشرفة ، ثم مرت أجيال وقرون بعد إسماعيل ، وكانت الكعبة قائمة.
إلا أن التاريخ كان صفحة بيضاء غير مكتوبة فيما يتعلق بغطاء عهد عدنان – جد الرسول صلى الله عليه وسلم – وجاء رواية مثل رواية عن إسماعيل في كسوة الكعبة ، أن عدنان كان أول من غطى الكعبة.
ما يتم في موسم الحج من رفع غطاء الكعبة المبطن بقطعة قماش بيضاء يتم حتى لا يقطع بعض الحجاج والمعتمرين الثوب بالموسات والمقص للحصول على قطع صغيرة طلبا للبركة أو الذكر أو ما شابه ذلك.
في عام 1346 هـ – 1926 م أصدر الملك عبد العزيز آل سعود أمراً ملكياً بإنشاء مصنع أم القرى لصناعة الألبسة الفخمة ، وجلب إليه أمهر الفنيين والعمال المهرة. اللطف الذي يؤدي رسالته مواكبة للتطور العلمي والتقني ، ويتكون المصنع من ستة أقسام هي: الحزام ، النسيج اليدوي ، الصباغة ، النسج الأوتوماتيكي ، الطباعة والستارة الداخلية.

وجاء في “تحصيل المرام” قوله: “كسوة الكعبة المشرفة الآن من الحرير الأسود وبطنتها من القطن الأبيض”. وعن وجه الكعبة: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ للنَّاسِ) إلى قوله تعالى (غَنَيٌّ عَنِ الْعَالَمِين)َ مكتوباً بالفضة مذهباً
يتغير الغطاء الخارجي للكعبة المشرفة في التاسع من ذي الحجة من كل عام ، ويتكون من مواد أولية من الحرير والقطن والأسلاك الذهبية والفضية ، وتتحول هذه المواد إلى منتج متكامل وملموس.
يبلغ ارتفاع الثوب 14 متراً ، وفي الثلث العلوي منه حزام عرضه 95 سم وطوله 47 متراً ، ويتكون من 16 قطعة محاطة بشكل مربع بزخارف إسلامية.
وبينهما شكل مصباح مكتوب عليه: يا حي يا قيوم، يا رحمن يا رحيم، الحمد لله رب العالمين.
الحزام مطرز بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب ويحيط بكامل الكعبة المشرفة.
مصنوع من الحرير ارتفاعه 6 أمتار ونصف وعرضه 3 أمتار ونصف ، وعليه آيات قرآنية ومزخرفة بزخارف إسلامية ومطرزة بتطريز بارز ومغطاة بأسلاك فضية مطلية بالذهب.
تتكون الكسوة من خمس قطع ، كل قطعة تغطي جانبًا واحدًا من الكعبة ، والقطعة الخامسة هي الستارة التي توضع على باب الكعبة ، وهذه القطع متصلة ببعضها البعض.
