سنتعرف اليوم على حكم العقيقة في الاسلام
الحمد لله الذي توحد بالملك والملكوت، وتفرد بالعظمة والجبروت، هو الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، الذي لا يتغيّر ولا يموت وبعد:

ما هي العقيقة في الاسلام
العقيقة: هي الذبيحة التي تذبح عن المولود في اليوم السابع، وهي سنة مؤكدة في الإسلام ،وتكون شكراً لله على المولود، ذكَراً كان أو أنثى ، شاتان عن الغلام، وشاة واحدة عن الأنثى.

آراء العلماء حول العقيقة
اختلف العلماء في حكم العقيقة على ثلاثة أقوال : الأول من ذهب إلى وجوبها ، والثاني من قال إنها مستحبة ، وآخرون قالوا : إنها سنة مؤكدة، ولعله الراجح .
قال علماء اللجنة الدائمة :
العقيقة سنة مؤكدة ، عن الغلام شاتان تجزئ كل منهما أضحية ، وعن الجارية شاة واحدة ، وتذبح يوم السابع ، وإذا أخرها عن السابع جاز ذبحها في أي وقت ، ولا يأثم في تأخيرها ، والأفضل تقديمها ما أمكن .
” فتاوى اللجنة الدائمة ” ( 11 / 439 ).

حكم العقيقة للفقير
لكن العلماء لم يختلفوا على أنها لا تجب على الفقير فضلاً عن صاحب الدَّيْن، ولا يُقدَّم ما هو أعظم من العقيقة كالحج – مثلاً – على قضاء الدَّيْن.
سئل علماء اللجنة الدائمة:
إذا رزقت بعدد من الأولاد ، ولم أعق عن أحد منهم بسبب ضيق الرزق ؛ لأني رجل موظف، وراتبي محدود ولا يكفي إلا المصروف الشهري، فما حكم عقائق أولادي عليَّ في الإسلام ؟
فأجابوا:
إذا كان الواقع كما ذكرت من قلة ضيق اليد، وأن دخلك لا يكفي إلا نفقاتك على نفسك ومن تعول؛ فلا حرج عليك في عدم التقرب إلى الله بالعقيقة عن أولادك؛ لقوله الله تعالى: لا يكلف الله نفساً إلا وسعها البقرة / 286، وقوله: وما جعل عليكم في الدين من حرج الحج / 78، وقوله : فاتقوا الله ما استطعتم التغابن / 16، ولما ثبت عن النَّبيّ الكريم صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه )، ومتى أيسرت شرع لك فعلها.
” فتاوى اللجنة الدائمة ” ( 11 / 436 ، 437 .

إقرأ أيضاً من هي اول شهيدة في الاسلام ؟ تعرف عليها
حكم من كان فقيرا ثم اغناه الله من فضله
رجل أتى له أبناء ولم يعق عنهم؛ لأنه كان فقيرا، وبعد مدة من السنين أغناه الله من فضله، هل توجب عليه عقيقة ؟
فأجابت اللجنة:
إذا كان الواقع ما ذكر فالمشروع له أن يعق عنهم عن كل ابن شاتان.
” فتاوى اللجنة الدائمة ” ( 11 / 441 ، 442 ).

حكم من كان لا يعرف حكم العقيقة
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
رجل له مجموعة من الأبناء والبنات ولم يعق لأحد منهم إما لجهل أو لتهاون ، وبعضهم كبار الآن ، فماذا عليه الآن ؟
فأجاب:
إذا عق عنهم الآن فهو حسن إذا كان جاهلا، أو يقول غداٌ أعق حتى تمادى به الوقت، أما إذا كان فقيرا في حين مشروعية العقيقة فلا شيء عليه.
” لقاء الباب المفتوح ” ( 2 / 17 – 18 ).
كما أنه لا يجب على أهله القيام بالذبح نيابة عنه وإن كان يجوز لهم ذلك كما عقَّ النبي صلى الله عليه وسلم عن حفيديْه الحسن والحسين – كما رواه أبو داود ( 2841 ) والنسائي ( 4219 ) وصححه الشيخ الألباني في ” صحيح أبي داود ( 2466 ).

حكم تعارض الحج مع العقيقة
إذا تعارض عندكم الحج مع العقيقة: فالمُقدَّم هو الحج قطعاً، فإن أردتم العق عن أولادكم فيجوز ولو كانوا كباراً في السن، ولا يلزمكم أن تقولوا للمدعوِّين أنها عقيقة لهم، ولا يجوز للمدعوين أن يسخروا من فعلكم لأنكم فعلتم الصواب، ولا يشترط طبخ العقيقة ودعوة الناس إليها بل يجوز تقطيع وتوزيع لحمها نيئاً كذلك.
قال علماء اللجنة الدائمة :
العقيقة : هي ما يذبح في اليوم السابع من الولادة ؛ شكراً لله على ما وهبه من الولد ، ذكَراً كان أو أنثى ، وهـي سنة ؛ لما ورد فيها من الأحاديث، ولمن عق عن ولده أن يدعو الناس لأكلها في بيته أو نحوه ، وله أن يوزعها لحماً نيئاً وناضجاً على الفقراء وأقاربه وجيرانه والأصدقاء وغيرهم .
” فتاوى اللجنة الدائمة ” ( 11 / 442 ).
والحمدلله رب العالمين.